أخر المقالات
تحميل...
ضع بريدك هنا وأحصل على أخر التحديثات!

عـــالــمـك الــخـاص بـــك!.

آخر المقالات

المقالات

الأحد، 30 نوفمبر 2014

وجه أبي/ شعر


ابراهيم العدراوي
وجه أبي،
غضون زرعتها الأرض أحقابا،
بقايا تراب تصبغ الجبهة،
وبقعة سوداء غزلتها الشمس للحظة الوداع.
وجه أبي،
في الحلم يطلع،
بين اللقمة والحلقوم...
بين اليقظة واليقظة...
يطلع كمساء الخريف...
وجه أبي،
يدور العقل كخذروف طفل...
يترنح...ويدور...ويسقط...
لماذا حملت سلالتي إلى المدينة؟
لماذا خنت المحراث والمنجل؟
لماذا تركت الأرض بوارا؟
وجه أبي،
ميعاد مع الحزن بشآبيب المطر...
في لحظات الصحو...واشتياق رائحة الأرض...
ميعاد مع الحزن في كل حفلة للشمس...
خلف تلك السنبلات السبع...
وجه أبي،
نذر للقبيلة وسبحة منفرطة،
نوم تحت شجرة التين لحظات التعب والعرق،
مرآة الروح وصدى الكون،
وأماني...وما أعز الأماني؟؟؟
هنا كانت النطفة...
وكانت النقطة...
وكان البدء...
وكان المنتهى...
وجه أبي.
ملجأ للخوف من الخوف
لحن سماوي للنجوم التائهة
وصحيفة للوعد الجميل
فراشات هاربات من الضوء
وناي...يعزف وحيدا
ذاك وجه أبي،
يضمر أسرار الوجود
ويحملها أسارير...باهتة كفرشة رسام يرفض إيذاء لوحته...
ينوء بالشكوى
ولا يبسم...إلا بمقدار..
وهذا وجه أبي...
عتقته أزهار البرتقال...
خدشته اشواك زائغة فسامحها ومضت...
على الأنف وشم السماء
وعلى العين رفة المياه
وعلى الحاجب فروق من الجداول الراكضة
ذاك وجه أبي
كنت أرنو إليه
فأخاف...وأخجل
كان يرنو إلي
فيخاف ويخجل
ونمضي في حوار

ونمضي إلى حوار...
ونفترق على حوار....
وجه أبي،
صحو النجوم الخادعات...من نومها متأخرة
صخب الظهيرة...مع الخمس بقرات
والعين المتعبة تكلأ الزمن والعاديات
والأسنان...ذكرى
والشظايا شعر أبيض غائر في حقول الشعير
وجه أبي،
عنوان الوجع...
وجع صيف...يولد بلا ربيع
سلالم للمنفى البعيد
سلالم للسنونوات التي لا تطير
حبل من غسيل الروح
شفاف وجه أبي.
وجه أبي،
قناع لفوضى الفصول
وفصول بلا أقنعة....
وجه أبي طين
تشكل على نار هادئة
وجه أبي
نام في ذلك البعيد البعيد
فوق الأرض وتحت السماء
نام في ذلك البعيد البعيد
وجه أبي
إرث للمسير
فوق الصبار
وبين الحفر...أسير
حاملا وجه أبي...أسير
وفوق الربى أسير
وجه أبي
يشيع الأقحونات الجميلات
وأنا ألعب
أنجح..لا أنجح...
أنجح..لا أنجح...
أنجح
فيبتسم وجه أبي
بعيون حجلة يشخص بصرها...
في الصيصان التائهة..
وهي معلقة على كتف صياد غريب
وجه أبي
بريد للغائبين...والعابرين...
نام...وجه أبي
والعين تتبع اللقلاق يحلق
فوق نخلة جيراننا
ويحط فوق مئذنة الجامع القديم
فيصيح المؤذن
قم...ودع وجه أبيك
فقبلت الجبين
وغادرت ومافي الذكرى
إلا وجه أبي
للطفل أخزنه إلى أن يحين الحين.

إبراهيم العدراوي


شاركها مع أصدقائك!
تابعني→
أبدي اعجابك →
شارك! →

0 التعليقات :

إرسال تعليق