أخر المقالات
تحميل...
ضع بريدك هنا وأحصل على أخر التحديثات!

عـــالــمـك الــخـاص بـــك!.

آخر المقالات

المقالات

الجمعة، 2 يناير 2015

موكب الشموع بمدينة سلا (دور الشمع)


رشيد حجوجي
1ـ نبذة عن تاريخ مدينة سلا:
أـ الموقع الجغرافي:
تقع مدينة سلا على الضفة اليمنى لنهر أبي رقراق عند مصبه في المحيط الأطلسي محاذية بذلك مدينة الرباط.
ب ـ تاريخ مدينة سلا:
 يشير المؤرخون الى أن النواة الأولى لمدينة سلا ترجع الى القرن الحادي عشر الميلادي (11م/ خلال العهد الموحدي، القرن الثاني عشر الميلادي 12م) شهدت المدينة تطورا حضاريا عكسته مجموعة منجزات يأتي في مقدمتها المسجد الأعظم الذي أنشأه يعقوب المنصور الموحدي سنة 1196م ويعتبر عهد المرينيين ، القرن الرابع عشر الميلادي(14م) فترة ازدهار عمراني وحضاري لا نظير له
ج ـالتراث المادي بمدينة سلا:
أسوار مدينة سلا:
تعتبر أسوار مدينة سلا المقابلة للأخرى بمدينة الرباط إحدى الحصون الدفاعية الأولى للمدينة، بنيت عبر حقب تاريخية مختلفة، دعمت بأبراج عظيمة لحماية المدينة من غارات الأساطيل الأجنبية، وبأبواب تختلف من حيث أهميتها التاريخية والجمالية، أهمها باب معلقة، باب سيدي بوحاجة( جنوبا)، باب الفران الذي يؤدي إلى دار الصنعة، باب فاس ما يسمى بباب الخميس، باب سبتة وأخيرا باب شعفة
باب المريسة: 


باب شعفة: 


باب الخميس: 


القنطرة التي بين سلا و الرباط:
 

باب البرج:


شاطئ سلا:

2ـ موكب الشموع (دور الشمع ) 
أـ دور الشمع والمظاهر الاحتفالية:

تشهد مدينة سلا المغربية كل سنة مهرجانا فريدا من نوعه، يجوب الشوارع بشموعه المصممة بطريق جميلة ومختلفة، وسط طقوس احتفالية وحضور واسع للمتفرجين الذين يأتون من كل حدب وصوب لاقتناص هذه اللحظات النادرة.
وتشتهر المدينة بحيوية سكانها وكرمهم الحاتمي واستقبالهم الحار للضيوف، وحبهم وعشقهم للثقافة والفنون، ومهاراتهم الحرفية، وامتلاكهم لأصابع من ذهب تنتج كل يوم ما هو ساحر وجميل يخطف الإعجاب من العيون. وتعتبر «قرية الفنون» للخزف في «الولجة» أكبر دليل على حفاظهم على هذا الموروث الشعبي. 
ومن هنا، فإن إجادتهم لصنع الشموع وسبكها في قوالب فنية مزركشة بالألوان، جزء من شخصيتهم. وليس ذلك بغريب عليهم، وهم الذين تركوا بصماتهم شاهدة على تفردهم بالإبداع، في المساجد والبيوت والمعالم الأثرية العمرانية التي يحفل بها تاريخ مدينتهم، من نقوش وفسيفساء وزخرفة مرمرية، مما جعلها تتطلع لأن تتصدر لائحة المدن والمواقع القديمة التي تصنفها منظمة اليونيسكو، ضمن التراث الإنساني العالمي للحفاظ عليه من الاندثار.
ب ـ قصة موسم الشموع :
 
و«موسم الشموع» تقليد ديني سنوي قديم يضرب بجذوره بعيدا في عمق تربة التاريخ الإسلامي. فقد كان أحد ملوك المغرب، وهو الملك السعدي أحمد المنصور الذهبي في زيارة إلى اسطنبول، فأثار إعجابه ما كانت تشهده من أجواء احتفالية تتمثل باستعراض الشموع في مواكب شعبية. وبقيت الفكرة راسخة في ذهنه بعد عودته. وما إن وضعت معركة «وادي المخازن» الشهيرة أوزارها، حتى سعى إلى تنفيذ هذا الحلم الذي كان يراوده. وهكذا استدعى أمهر صناع الشموع في كل من مراكش وسلا وفاس من أجل هدف واحد، هو صناعة هياكل شمعية على غرار ما شاهده في تركيا. وجرى الاحتفال الاول عام 986هـ. ومنذ ذلك التاريخ ظلت مدينة سلا محافظة على هذا الموعد السنوي مع طقسها الثقافي والديني والشعبي الخاص. تتهيأ له جيدا، وكأنها عروس تستعد لاستقبال عريسها، بما يليق به من حفاوة وزينة وبهاء! وفي كل عام جرت العادة بأن تبدأ الاستعدادات على قدم وساق، لتنظيم موسم الشموع الذي يعتبر فرصة سانحة للصناع التقليديين للتباري فيما بينهم وإبراز مواهبهم في الخلق والابتكار. ثمة عائلات معروفة تتبنى هذا الفن التراثي والشعبي المتمثل في صناعة الشموع، وهي على التوالي عائلة بنشقرون، وعائلة حركات وعائلة بلكبير، شغلها الأساسي هو أن تظل شعلة الشموع مستمرة، حية في الذاكرة الشعبية، متشبثة على الدوام بإحياء الموسم السنوي بكل ما يقتضيه من أصالة وتقاليد عريقة، لا بد من الحفاظ عليها.
ج ـ موكب الشموع قبلة السياح:

يستقطب موكب الشموع أفواجا من السياح، يأتون إلى مدينة سلا لحضور فعالياته وأنشطته وفقراته الدينية والثقافية والفنية، ويقفون مندهشين أمام روعة تنظيمه. إن الشموع ليست هي الشموع العادية المخصصة للإنارة، فهي مختلفة عنها تماما بأشكالها، وأكبر منها بأحجامها. وقد يصل طولها إلى مترين أو أكثر، بينما يتراوح وزنها بين 15 و50 كيلوغراما. وغالبا ما يتم وضعها ضمن هياكل من خشب سميك، مغلف بالورق الأبيض، وملون بأزهار تتعدد ألوانها، في إطار هندسي مستوحى من لمسات الزخرفة الإسلامية، وتقتضي العادة أن تعطى انطلاقة الموسم بعد صلاة العصر يوم 11 ربيع الأول من كل عام، حيث يتشكل «موكب الشموع» في ساحة السوق الكبير بالقرب من دار صانع الشموع، ويتقدمه الشرفاء وأنصار الزاوية الحسونية. 

ويرتدي المشاركون أزياءهم التقليدية، ثم يحملون الشموع فوق أكتافهم، ويرافق ذلك صوت قرع الطبول، والانغام التي تعزفها الفرق الموسيقية المتنقلة. ويمضي الموكب في طريقه، مخترقا أهم شوارع المدينة، ليتوقف في ساحة الشهداء أمام المنصة الرسمية للاحتفال، وفي هذا المكان تؤدى رقصات الشموع وسط تصفيق الحاضرين، وعدسات تصوير السياح، ثم يواصل الموكب سيره في اتجاه «دار الشرفاء» التي تشهد هي الأخرى حفلة تقليدية تساهم فيها النسوة والأطفال، في مناخ مشبع بالعطور والبخور والفرح. وتستمر الاحتفالات طيلة اليوم.



رشيد الحجوجي؛ باحث في التراث 

شاركها مع أصدقائك!
تابعني→
أبدي اعجابك →
شارك! →

0 التعليقات :

إرسال تعليق